بقلم محمد الفتني
تصوير زهيرة منصوري
إنها مراكش عاصمة الثقافات و موروث الحضارات، و كعادتها ككل سنة جمعية الأطلس الكبير تقف و لا تجلس من أجل إحياء الدورة 54 لمهرجان الفنون الشعبية ، إنه اليوم الرابع من يوليوز مع مغيب الشمس و انجلاء ضوء النهار اجتمع شرق المغرب بجنوبه و شماله بغربه توحده ثقافات الفنون الشعبية بأزيائها المزركشة و لهجاتها المختلفة لا تبالي بحر فصل الصيف و درجات حرارته المرتفعة

و لأن المناسبة لا تحتمل الإنتظار و لا التأخير و العشق يؤدي بصاحبه إلى الجنون فجمعية الأطلس الكبير أبت إلا و أن تجعل جبال الأطلس الشامخة و حدائق مدينة مراكش البهجة بأشحارها تطأطؤ الرأس و تتمايل لسماع هذه الأهازيج القوية، و لم تسلم من سحر الساحر حتى الحضارة الصينية التي جاءت تجري دون أن تدري هل هي في موطنها الأصلي أم موطن مراكش العالمية الساحرة بمناظرها و طبيعتها الخلابة و روح سكانها البهيجة، و رغم الإكراهات التي تعرفها المدينة من إصلاحات من أجل التظاهرات القادمة فقد كان التنظيم جيداً و محكما من أجل إظهار المهرجان في قمته كعادته رغم الكم الهائل من زواره و في ختام هذا المهرجان فقد تفوقت كل الفرق الموسيقية و كان الأداء رائعا استهوى كل من حضر و رقص على أنغامه الصغير قبل الكبير .
